النازيون الجدد يوزعون في ولايات المانية منشورات تهديد للمسلمين
“غزوكم لبلادنا سوف يفشل” هذه هي إحدى العبارات التي تضمنتها منشورات تحمل الصليب المعقوف وتتضمن تهديدات للمسلمين وزعت قبيل الاحتفال بذكرى هجوم ضد أجانب نفذته خلية نازية في نفس الحي بمدينة كولونيا قبل 15 سنة.
كشفت السلطات الألمانية أنه تم العثور على منشورات ورسائل تحمل الصليب المعقوف وتهديدات للمسلمين وزعت في أحد أحياء مدينة كولونيا، والذي يعيش فيه الكثير من العائلات المنحدرة من تركيا. وقد قام مجهولون بتوزيع هذه المنشورات وكذلك رمي رسائل بريدية داخل مظاريف داخل صناديق البريد الخاصة لبعض السكان، والذين قاموا بتسليمها للسلطات الأمنية، التي قامت بدورها بفتح تحقيق في الأمر.
ويصادف يوم الأحد (التاسع من يونيو/حزيران) الذكرى الخامسة عشر لتفجير شهده نفس الحي من قبل خلية “إن إس يو” اليمينية المتطرفة (النازيون الجدد)، وهي الخلية التي ارتكبت عددا من الجرائم خلال الفترة من 2000 و2007. وتمثلت تلك الجرائم في قتل تسعة أفراد منحدرين من أصول تركية ويونانية، وشنّ هجوم مميت على أفراد الشرطة، وتنفيذ هجوم على متجر تابع لأسرة إيرانية في كولونيا، وتفجير قنبلة مسامير شديدة الانفجار في نفس المدينة، وارتكاب عدة جرائم سطو مسلح.
ومن ضمن العبارات التي تضمنتها هذه المنشورات، والتي نشرت قناة WDR الألمانية العامة مقتطفات منها، “إلى المسلمين في ألمانيا، غزوكم لبلادنا سوف يفشل. الشعب الألماني يقظ ونحن نعي جيدا أنكم أعداء، وتكرهوننا”، وفق ما جاء في أحد المنشورات، الذي عُنون بعبارة “شعبة الأسلحة النووية الألمانية”، في استعارة على ما يبدو لاسم مجموعة يمينية أمريكية متطرفة تطلق على نفسها “شعبة الأسلحة النووية”، حسب قناة WDR.
أحد المنشورات التي وزعت في كولونيا ويحمل الشعار النازي وعبارات التهديد للمسلمين
وإضافة إلى التهديد بالعنف حملت الرسائل والمنشورات شعار الصليب المعقوف (شعار النازيين)، حسب ما كشفت الشرطة التي قالت إنه تم توزيع هذا المنشورات في الفترة ما بين 29 مايو/أيار والثالث من يونيو/حزيران، لكن تم تسليط الضوء عليها الآن بعد انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدت الشرطة الألمانية بأنه لا يوجد “تهديد ملموس” حتى الآن يستهدف الحفل، الذي سيقام غدا الأحد في الذكرى الخامسة عشر لتنفيذ التفجير بقنبلة المسامير في نفس الشارع، إلا أنها وبغض النظر عن ذلك ستكون حاضرة لتأمين المكان مثل كل عام.
يُذكر أن قضية خلية “إن إس يو” كانت قد هزت المجتمع الألماني بعد اكتشافها، وبعد مداولات استمرت نحو خمسة أعوام أصدر القضاء الألماني في 11 يوليو/ تموز 2018) حكما بالسجن المؤبد ضد المتهمة الرئيسية بياته تشيبه، وأربعة متهمين آخرين، لتختتم بذلك واحدة من أطول وأكثر القضايا تكلفة في التاريخ القضائي لألمانيا بعد الحرب.