Take a fresh look at your lifestyle.

برامج الدعم وإعادة الدمج لإفادة المهاجرين العائدين طواعيةُ الي بلدهم

إلى جانب برنامج “العودة الطوعية” الذي تنظمه منظمة الهجرة الدولية لإعادة المهاجرين إلى بلدانهم الأم، وضعت المنظمة الأممية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والسلطات في عدة بلدان أفريقية مبادرة لمساعدة العائدين على افتتاح أعمالهم الخاصة في بلدانهم الأم. ويأمل القائمون على هذه المبادرة المشتركة توسيع رقعة عملهم لتشمل بلدان شمال أفريقيا.

تطرح مسألة عودة المهاجرين “الطوعية” إلى بلدانهم أزمة جديدة تتعلق بدمج هؤلاء العائدين في مجتمعاتهم، بعد أن كانوا يحاولون الخروج منها بأي ثمن، وتحملوا مشقة رحلة الهجرة المحفوفة بالمخاطر من أجل أن يغادروها. منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، سجلت في تقرير يرصد أعداد العائدين في عام 2017، أن أكثر من 72 ألف مهاجر من حول العالم استفادوا من برامجها “للعودة الطوعية وإعادة الدمج”، ورجعوا إلى ديارهم. وتصدرت ألمانيا البلدان التي غادر منها المهاجرون في ذلك العام، بواقع نحو 30 ألف مغادر، فيما تصدرت ألبانيا والعراق قائمة البلدان التي تمت العودة إليها، بواقع نحو 7 آلاف مهاجر عائد إلى كل من هذين البلدين.

 

الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية وسلطات 26 بلدا أفريقيا، وضع برنامجا “لحماية وإعادة إدماج المهاجرين في أفريقيا” بهدف مساعدتهم على إيجاد مصدر رزق ضمن بلدانهم. وإثيوبيا من بين البلدان التي استفادت من هذه المبادرة المشتركة، فقد تم تنظيم دورات مهنية فيها، وحصل منذ شهر أيار/ مايو الماضي نحو 500 مهاجر سابق على تدريب من أجل دعمهم في إنشاء مشاريعهم الصغيرة الخاصة.

 

 

مارو شاب إثيوبي يبلغ 25 عاما، وأحد الأشخاص الذين انخرطوا في تلك الدورات. في كانون الثاني/ يناير 2017 قرر مغادرة بلاده والبحث عن عمل في جنوب أفريقيا لكنه لم يتمكن من ذلك. فخلال رحلت هجرته الطويلة، تمكن من عبور كينيا وتنزانيا، قبل أن يتم احتجازه في جمهورية ملاوي لمدة ثمانية أشهر. وقرر في نهاية المطاف مغادرة ملاوي وأن يعود أدراجه إلى بلاده في كانون الأول/ ديسمبر من العام نفسه، بمساعدة من المبادة الأوروبية-الأممية المشتركة

منحتني منظمة الهجرة الدولية والاتحاد الأوروبي الذرة والفاصوليا لبدء العمل، لكنني استأجرت المحل واشتريت الميزان من جيبي الخاص، من خلال الاقتراض من أقاربي

 

هذا الشاب، الذي كان قد تخلى عن دراسته في الصف العاشر، حصل على تدريب ليتمكن من إنشاء مشروعه التجاري الخاص، وتلقى مساعدة من أجل إطلاق عمله. ويقول عن ذلك “اخترت التوجه إلى تجارة الحبوب لأنني عملت في هذا المجال من قبل”، وأضاف: “منحتني منظمة الهجرة الدولية والاتحاد الأوروبي الذرة والفاصوليا لبدء العمل، لكنني استأجرت المحل واشتريت الميزان من جيبي الخاص من خلال الاقتراض من أقاربي”.

جوليا هارتليب، منسقة البرامج الإقليمية في المبادرة المشتركة في القرن الإفريقي تعتبر أن تأمين فرص عمل تساعد في معالجة الأسباب الجذرية التي تسببت في تدفق المهاجرين. وعن خلفية الأشخاص الذين يحصلون على هذا الدعم بعد العودة إلى ديارهم قالت: “معظم العائدين تركوا المدرسة وعملوا في القطاع الخاص. صحيح أن العديد منهم يرغبون في إنشاء أعمال خاصة بهم، لكنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك. لذا نحن نقدم لهم التدريب على تنظيم المشاريع”.

 

تامير ديفاشو يوشو، مدرب في إدارة الفنادق بكلية “هوزانا بوليتكنك” في إقليم الأمم الجنوبية في إثيوبيا، وقد درب حوالي 400 من المهاجرين العائدين في إطار المبادرة المشتركة، يقول عن مهمته: “قبل بدء التدريب، نسأل المهاجرين كم يمكنهم الإدخار من المال”، ويضيف أن على المهاجر أن يحدد بالضبط المبلغ الذي يستطيع إدخاره مهما كان صغيرا، “يجب أن نوفر المال من خلال التخطيط. فدون توفير، لا يوجد استثمار”.

ووفقا للمدرب تامير، فإن دوراتهم مصممة لتعليم العائدين دعم المجتمعات التي يعيشون فيها من خلال زج المزيد من الأشخاص ضمن العمل. ويبدو أن مارو قد بدأ بالفعل في دعم مجتمعه، فقد أصبح لديه موظف بعد نحو شهر ونصف الشهر من انطلاق مشروعه، وبدأ يخطط لتوسيع تجارته في مجال الحبوب.

وتظهر الأرقام إلى الآن أن الأشخاص الذين استفادوا من المبادرة أقل بكثير من أعداد الأشخاص الذين عادوا إلى إثيوبيا. فهذا البلد الذي يقطنه 100 مليون نسمة، استقبل في 2017 أكبر عدد من المهاجرين العائدين إلى بلدان القرن الأفريقي، بواقع 4445 شخص، بحسب الأمم المتحدة.

 ويأمل القائمون على المبادة توسيع نطاق عملهم وإرساء مبادرات أخرى تمكن العائدين من كسب رزقهم على المدى الطويل. وتتم الآن دراسة إمكانية أن تشمل المبادرة المشتركة مستقبلا المهاجرين العائدين إلى شمال أفريقيا.

قد يعجبك ايضا