برلين.. تشجيع اللاجئين في المانيا على امتهان التمريض ورعاية المسنين
لم يعد خافياً على الكثيرين الحاجة الماسة في ألمانيا لمهنة رعايا المرضى وكبار السن. معرض في برلين يحاول تشجيع اللاجئين والمهاجرين على الانخراط في التدريب المهني على هذه المهنة. أجواء المعرض في التقرير التالي.
مدرسة مهنية للاجئين
يكثر الحديث في ألمانيا منذ سنين عن قلة عدد أخصائيي رعاية كبار السن والمرضى. وهي مهنة ليست سهلة وتتطلب مجهوداً وراتبها ليس مشجعا. وتوصلت دراسة حديثة لمؤسسة بيرتسلمان إلى أنه وبحلول عام 2030 سيرتفع عدد المحتاجين للرعاية من كبار السن بمعدل الثلث عما هو عليه اليوم.
مدير مدرسة Paulo-Freire المهنية ماركو هان، يقول إن “شريحة المهاجرين من كبار السن هي واحدة من أكثر الشرائح نمواً في ألمانيا”. تركز المدرسة في عملها على تقديم التدريب المهني للاجئين والمهاجرين، من بينهم ماريلدا موراتي. “اللاجئون لديهم كفاءات عابرة للثقافات ما يمكنهم من تقديم الرعاية للمرضى المنحدرين من مختلف الثقافات”، حسب ماركو هان.
عدم الاعتراف بالمؤهلات وامتحان B2
قدمت ماريلدا موراتي من ألبانيا إلى ألمانيا قبل أربع سنوات. وكانت قبل ذلك التاريخ قد درست لسنة واحدة في كلية الطب في بلدها، إلا أن الجامعات هناك تعج بالفساد: “يتعين على المرء تقديم مبلغ من المال للنجاح في الامتحان”، تقول الشابة وكلها أمل أن تنال فرصاً أفضل هنا في ألمانيا.
بعد وصولها إلى ألمانيا حلت نزيلة في أحد مآوي اللجوء. سارعت بالتسجيل في أحد دورات تعليم اللغة الألمانية. وها هي بعد أربع سنوات تتحدث اللغة الألمانية بطلاقة تقريباً واجتازت مستوى B2. الوصول لهذا المستوى المتقدم من إتقان اللغة ليس بالأمر الهين؛ إذ أن الكثيرين يرسبون في الامتحان النهائي.
يواجه بعض المتقدمين لتعلم مهنة الرعاية والتمريض مشكلة عدم الاعتراف بمؤهلاتهم السابقة في بلدانهم: “مارس البعض من طلابنا المهنة لسنوات في أوطانهم”، يقول ماركو هان.
لا حياة مع اليأس
لم يكن درب ماريلدا موراتي في ألمانيا مفروشا بالورود؛ إذ أنها كانت مهددة بالترحيل قبل أن تحصل على فرصة التدريب المهني الذي وفر لها سبباً قانونياً لمنحها إقامة.
لا ترغب الشابة بالعودة إلى ألبانيا؛ إذ أن التدريب المهني على التمريض والرعاية يجعلها سعيدة والدراسة ممتازة والتفاهم جيد مع زملاء الدراسة والقائمين على المدرسة المهنية. ولا حاجة لمهنتها في ألبانيا، على عكس الحال هنا في ألمانيا.
ولكن ماذا عن خططها المستقبلية بعد إتمام التدريب المهني؟ على هذا السؤال تجيب بأنها تتمنى “دراسة الطب البشري في برلين. ولكن لا أعرف فيما إذا كنت سأحقق هذا الحلم، إلا أني متفائلة”.