Take a fresh look at your lifestyle.

تقديم طلب اللجوء في المطار في ألمانيا

إنشاء مراكز “إجراءات العبور” هو ما توصل إليه الائتلاف الحاكم في تسوية خلافه حول سياسة اللجوء والإجراءات الجديدة. لكن فكرة هذه المراكز ليست جديدة. أخصائية اجتماعية تعمل في مركز “إجراءات المطار” بمطار ميونيخ، تتحدث عن العمل في المركز والتحديات التي تواجهها.

في تسوية الخلاف حول سياسة اللجوء وتشديد الإجراءات، التي تمت بين أطراف الائتلاف الحكومي في ألمانيا في شهر تموز/ يوليو الماضي، توصلت المستشارة أنغيلا ميركل ووزير داخليتها هورست زيهوفر مع شريكهما في الحكومة، الحزب الاشتراكي، إلى اتفاق يتضمن إنشاء ما يسمى بمراكز “إجراءات العبور”.

وذلك بهدف تسريع ترحيل طالبي اللجوء المسجلين في دول أخرى من دول الاتحاد الأوروبي. وتم الاتفاق على إنشاء مركز في مطار ميونيخ أيضا.

ووفقا لاتفاق التسوية، فإن آلية العمل في مراكز “إجراءات العبور” تشبه ما يتم اتباعه في “منطقة الترانزيت” بالمطارات الكبرى مثل مطاري فرانكفورت وميونيخ، والتي تسمى بـ “إجراءات المطار”.

حيث يقدم المهاجر طلب لجوء في منطقة الترانزيت بالمطار إذا كان قادما من بلد آمن أو من دولة ثالثة أو لا يحمل وثائق تثبت شخصيته، فيتم توقيفه في منطقة “الترانزيت – العبور” ضمن مركز احتجاز محاط بأسلاك شائكة. أما “مراكز إجراءات العبور” فإنها ستقام على الحدود، حيث سيتم توقيف طالب اللجوء القادم عبر إحدى دول الاتحاد الأوروبي. 

جلسات الاستماع في غضون يومين فقط!

إذن فكرة احتجاز المهاجرين في منطقة “الترانيزت” ليست بالجديدة، فهي موجودة ومطبقة منذ مدة طويلة. الأخصائية الاجتماعية جسيكا غوتلر، من فريق مطار ميونيخ للرعاية النفسية والاجتماعية التابع للكنيسة الانجيلية، ترعى ومنذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 المهاجرين الذين يتم احتجازهم في منطقة الترانزيت في مطار ميونيخ؛ تؤكد وفي حديثها لوكالة الأنباء الانجيلية (إ.ب.د)، أن عدد المهاجرين القادمين إلى “مركز العبور” أي منطقة الترانزيت في مطار ميونيخ ويقدمون طلبات لجوء وفق “إجراءات المطار”، قد شهد ارتفاعا ملحوظا منذ بداية العام الجاري، وهم من بلدان مختلفة بينها “كوبا وتوغو ومصر والصين وسريلانكا وغينيا والكونغو وتركيا وغيرها”.

وفي مركز “إجراءات المطار”، ينبغي أن يتم الاستماع إلى طالب اللجوء وتثبيت أقواله في جلسة خاصة من قبل أحد موظفي المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (بامف). ويمكن لهؤلاء الأشخاص أيضا الاستعانة بمستشار قانوني. فحتى وإن كان طالبو اللجوء في مراكز العبور لا يعتبرون موجودين على الأراضي الألمانية، إلا أنه طالما أن الدولة الألمانية هي التي تتولى إصدار قرار بشأن لجوئهم أو إعادتهم، فيجب أن يتمتعوا بالحق القانوني للاعتراض على الإجراءات أمام المحكمة الإدارية الألمانية.

خدمات أخرى في مراكز إجراءت العبور

بعد يومين من التوقيف في المركز والانتهاء من جلسة الاستماع، يسمح للبعض بالدخول إلى ألمانيا، إذ يتم نقلهم إلى مركز لإيواء اللاجئين في ميونيخ. على عكس آخرين يتم نقلهم إلى مركز احتجاز في مدينة إردينغ، أو يبقون في مركز “إجراءات العبور” لعدة أسابيع حتى يتم ترحيلهم.

أما فريق المطار للرعاية النفسية والاجتماعية في مركز “إجراءات المطار” فيقوم بإعداد المهاجرين لجلسة الاستماع. إذ تقوم جيسكا وأعضاء الفريق الآخرون بتوضيح حقوق المهاجرين وواجباتهم المتعلقة بجلسة الاستماع المقررة من قبل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين. ولدى رفض طلب اللجوء، يقوم الفريق بتأمين مستشار قانوني متخصص لمساعدة من رفض طلبه، وإذا تقرر ترحيل صاحبه، تتحدث معه جسيكا عن الإمكانيات المتاحة له في وطنه.

الرعاية النفسية مهمة أساسية

ويسعى العاملون في فريق المطار للرعاية النفسية والاجتماعية، إلى تأمين احتياجات الأشخاص الموجودين في مراكز “إجراءات المطار” إذ أن أغلبهم يحملون “حقيبة صغيرة فقط، لذا نؤمن لهم ملابس جديدة لتبديل ملابسهم وتأمين مستلزمات النظافة الصحية والمستلزمات الطبية للمحتاجين”. تقول جسيكا في حوارها مع  وكالة الأنباء الانجيلية (إ. ب. د) وتشير إلى أن تقديم الرعاية النفسية للمقيمن في هذه المراكز يعتبر من مهامهم الأساسية وخاصة “للنساء اللواتي قد أتين بمفردهن. فقدوم هؤلاء بالطائرة لا يعني أنهم لم يتعرضوا لصدمات نفسية”.

وتجدر الإشارة إلى أن انتقادات كثيرة طالت مراكز “إجراءات العبور”، إذ وصفتها منظمة برو أزول بـ “مراكز اعتقال”. لكن وزير الداخلية الألماني زيهوفر أكد، أن الحد الأقصى لبقاء المهاجرين في مراكز “إجراءات العبور” هو يومان فقط. وهو ما يعد تحديا كبيرا للمساعدين الاجتماعيين حسبما تؤكد جيسيكا “فعندما يصل المهاجر يوم الجمعة ويتم تحديد موعد جلسة الاستماع صباح الاثنين مباشرة، حينها لا يكون لدينا وقت كاف لمساعدة المهاجرين وتقديم نصائح تفيدهم أثناء جلسة الاستماع”. وتشير من خلال تجربتها إلى أن “هناك الكثير من الطلبات التي تم البت فيها سلبا، لخوف المهاجرين أو شعورهم بالإحراج من ذكر الأسباب الحقيقية لطلبهم اللجوء”.

قد يعجبك ايضا